
كل شيء بوقته: حين تتعلّم الثقة في تدبير الله
توضيح لمقولة كل شيء بوقته:
كل شيء بوقته في عالمٍ يتسارع فيه كل شيء، ننسى أحيانًا أن للأقدار مواقيت مقدسة، لا تُقاس بساعاتنا، بل بحكمة الله الواسعة.
نريد أن نعرف، أن نُسرّع، أن نصل فورًا… لكن الحقيقة أن:
كل شيء بوقته يحدث عندما يحين أوانه، لا قبله بلطف، ولا بعده بحكمة.
لا تستعجل الأحداث: الزمن الإلهي مختلف عن زمن البشر
نحن نرى اللحظة، والله يرى الصورة الكاملة.
ما نراه تأخيرًا، قد يكون في باطنه حماية أو إعداد أو حتى استجابة مؤجلة لحين صلاح الوعاء الداخلي.
“وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”
[البقرة: 216]
كل ما نحتاجه هو:
-
صبر الواثق
-
سكون الموقن
-
وتسليم من يعلم أن الله لا يُخطئ في التوقيت
تدبير الله أعمق من إدراكك اللحظي
أحيانًا تظن أن شيئًا ما “تأخر”، بينما هو في الحقيقة:
-
يُحضَّر لك في الخفاء يصلك في توقيت الله
-
أو يُؤجل ليأتيك في صورة أجمل
-
أو يُمنع لأنه ليس لك، بل لأن الأفضل قادم
الله لا يحرمك، بل يُنضجك.
ولن يُفرحك بشيء، إلا بعد أن يجعلك أهلًا له من الداخل.
اللطف الإلهي يعمل بصمت
في اللحظة التي تتساءل فيها: “لماذا يتأخر الأمر؟”
ربما تكون يد اللطف الإلهي تعمل في تفاصيل لا تراها، تنسج لك قدرًا أفضل مما تظن ولكن بوقته .
-
ربما تُؤخر العلاقة لأنك تحتاج أن تكتشف نفسك أولًا
-
أو تُؤجل الوظيفة لأن رزقك الأعظم لا زال يُبنى
-
أو يتأخر الشفاء لأنك تتعلّم دروس الرحمة والصبر
ثق… ما كُتب لك سيأتيك، ولكن في وقته المقدس.
الإيمان الحقيقي يظهر في الانتظار والثقة بأن كل شيء بوقته
ليس من الصعب أن تثق وأنت ترى أن كل شيء بوقته،
لكن الثقة التي تصنع النور الداخلي هي أن تؤمن وأنت لا تعرف، ولا ترى، ولا تفهم، ولكنك تسلّم.
“إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”
[الشرح: 6]
اليسر آتٍ… فقط لا تُطفئ قلبك في لحظة ضيق مؤقتة.