
أحسن الظن بالله: مفتاح الراحة الداخلية وأمل المستقبل
حسن الظن بالله :
حسن الظن بالله في زحمة الحياة وتقلّباتها، يواجه الإنسان مواقف صعبة قد تجعله يشعر باليأس أو الضياع. ومع ذلك، فإن من يحسن الظن بالله يجد في قلبه طمأنينة لا توصف. ليس لأن الصعوبات تختفي، بل لأن اليقين بلطف الله يزرع الأمل في أعماق النفس. فكل أمرٍ عسير، يليه تيسير من حيث لا يحتسب.
عندما تواجه تحديات الحياة، لا تستسلم للأفكار السلبية. بدلًا من ذلك، انظر إلى السماء، وتذكّر أن الله لا يُدبّر إلا الخير. مهما تأخّر الفرج، سيأتي في الوقت المناسب. قد لا ترى الحكمة الآن، ولكن عندما تنكشف لك، ستدرك أن التأخير كان من أجل نضجك الروحي ونموك الداخلي.
كثيرًا ما يظن الإنسان أن الأبواب أُغلِقت أمامه، لكن الواقع يُثبت عكس ذلك. في اللحظة التي تظن فيها أن كل شيء انتهى، يفتح الله لك طريقًا لم يخطر ببالك. لذلك، لا تربط رضاك بما يحدث حولك، بل اربطه برضاك عن قضاء الله. تذكّر دائمًا أن الله يعلم، وأنت لا تعلم.
ولكي تحسن الظن بالله بشكل عملي، اتبع هذه الخطوات:
-
كرّر الأدعية التي تُطمئن القلب، مثل: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.”
-
راقب نعم الله الصغيرة في يومك، ودوّنها كل مساء.
-
عندما تتعرّض لحدث محزن، ذكّر نفسك بأن وراءه حكمة خفية.
ومن الجدير بالذكر أن حسن الظن بالله لا يعني تجاهل الواقع، بل يعني أن ترى الخير رغم التحديات. فالمؤمن يواجه ظروف الحياة بقلب ثابت، لأن ثقته بالله لا تتزعزع. إنّ من يزرع حسن الظن، يحصد راحة البال، وتفيض عليه الطمأنينة في كل حين.
في الختام، اجعل قلبك متصلاً بالله في كل لحظة. ومع كل صعوبة تمرّ بها، ردد بداخلك: “ربّي أدرى وأرحم”. حينها فقط، سترى أن الخير دائمًا أقرب مما تتخيل، وأن كل ألم يحمل بين طياته لطفًا خفيًا ينتظر أن يظهر في الوقت المناسب.