
التفكير الزائد عبء: لا تدعه يسلب راحة بالك… ثق بتدابير الله
التفكير الزائد :
في عالم اليوم المليء بالتسارع والتقلبات، يقع كثيرون في فخ التفكير الزائد. نعيد تحليل المواقف، نسترجع ما حدث، ونتخيل ما قد يحدث، حتى نفقد لحظتنا الحالية. بدلاً من الشعور بالراحة، نجد أنفسنا غارقين في التوتر.
لا تجعل التفكير الزائد عادة دائمة
في البداية، قد يبدو التفكير العميق وسيلة لفهم الأمور بدقة. ومع ذلك، عندما يتحوّل إلى عادة مزمنة، فإنه يعيق التقدّم. علاوة على ذلك، التفكير المستمر في الماضي أو المستقبل يمنعك من الاستمتاع بالحاضر. بالتالي، يجب أن تدرك متى يتجاوز التفكير حدّه الطبيعي. ولذلك، درّب نفسك على التوقف، ثم وجّه انتباهك لما هو بين يديك الآن. من ناحية أخرى، لا يعني التوقف عن التفكير أن تتجاهل مشاكلك، بل أن تمنحها مساحة واقعية دون أن تستهلكك. في نهاية المطاف، الراحة لا تأتي من فهم كل شيء، بل من قبولك أن الله وحده يعلم متى وكيف يعطيك ما تحتاجه.
لماذا التفكير الزائد مرهق؟
عندما نفكر بشكل مفرط، لا نحلّ المشكلة، بل نزيدها تعقيدًا. بدلاً من اتخاذ خطوة واضحة، نتردد، نخاف، وننهك أنفسنا في تفاصيل لا نملك التحكم بها.
علاوة على ذلك، يسرق التفكير الزائد انتباهنا من الواقع. نضيع اللحظة، ونفقد طاقتنا، ونصبح سجناء لعقولنا.
راحة البال تبدأ بالثقة
حين نؤمن بأن الله يُدبر الأمور بلطف، يتراجع القلق. الثقة بأن كل شيء يحدث لحكمة، تمنحنا طمأنينة لا توصف. بدلاً من القلق بشأن المستقبل، يمكننا أن نركّز على اليوم.
تذكر قوله تعالى:
“ومن يتقِ الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب”
هذه الآية تفتح أبواب الرجاء. عندما نتقِ الله ونؤمن بحكمته، نُدرك أن الخير قد يأتي من حيث لا نتوقع.
كيف تتخلص من التفكير الزائد؟
أولًا، لاحظ متى يبدأ عقلك في الدوران الزائد. بمجرد أن تُدرك ذلك، توقف للحظة، خذ نفسًا عميقًا، وذكّر نفسك: “لست مضطرًا لحل كل شيء الآن”.
ثانيًا، مارس الامتنان. التركيز على ما هو جميل ومتاح الآن، يُخفف من ضغط ما هو مفقود أو مجهول.
ثالثًا، افعل ما يمكنك فعله الآن. حتى خطوة صغيرة، مثل تنظيم مكتبك أو التحدث مع شخص تحبه، تخلق فرقًا. الحياة لا تتغير بالتفكير فقط، بل بالفعل البسيط أيضًا.
تحرّر وابدأ الحياة
كلما تركت الحاجة للتحكم في كل شيء، زادت راحتك. ليست كل الأسئلة بحاجة لإجابة الآن، ولا كل الاحتمالات تستحق التفكير.
دع قلبك يهدأ، وثق أن الله أحنّ من أن يتركك، وأعلمُ منك بما ينفعك.